1. Seidenstoff und soziale Bindung in Syrien
  2. Silk Fabric and Social Ties in Syria
  3. Syrien, eine historische Textilgeschichte
  4. الأقمشة الحريرية والروابط الاجتماعية في سوريا
  5. تاريخ النسيج في سوريا
  6. Syria, a Textile History
  7. Eine Damaszener Seidenherstellerfamilie
  8. صناعة الحرير بأيد عائلة دمشقية
  9. A Family of Damascene Silk Manufacturer
  10. The Art of Syrian Textile Production
  11. A Felt Carpet from al-Bab
  12. The Threads of Life: Syrian Textile Ornamentation
  13. Hidden Figures: The Women behind the Beautiful Craft of Aghabani
  14. The Ink That Lasts Forever: Textile Printing in Syria
  15. From Animals and Plants: Textile Raw Materials
  16. A Peek into Syria’s Sericulture World
  17. Insights into Syria’s Centuries-Old Silk Craft
  18. What Remains of the Silk Road?
  19. People of the Desert: Bedouin Clothing
  20. Carpets from Raqqa: A Memory
  21. Traditional Textiles: An Endangered Tradition
  22. Unforgotten: The Fragrance of Memories

بقلم فلورانس أوليفري

الحرفيون المتخصّصون
ينطبق المثل القائل: “مَن يَبيع الطرابيش لا يَبيع الشراشيب”، على قطاع النسيج في دمشق الذي يتميّز بالتخصصّ الشديد للحِرَف، إذ يتصف بالتعقيد وتعدّد المراحل التي تستوجب إنتاج نسيج خيوط حريرية جاهزة.
بعد لفّ الخيوط الحريرية في دمشق، تُرسل إلى حرفي في حلب متخصّص في برم ومضاعفة خيوط الحرير. بعد هذه المرحلة يتم إعادة الخيوط الجديدة المُقوَّاة إلى دمشق مُجدداً، ليتم توصيلها إلى ورشة أبو العز في الغوطة، وهو الصباغ الوحيد من بين زملائه المتخصص في صبغ خيوط حرير البروكار. تتطلّب الخيوط العديد من مراحل التغطيس مثل الحك والصباغة والتهيئة، وبعد عودة الخيوط إلى المعمل يتم لفّها على بكرات أو مواسير، وتُجهّز خيوط السُدى على آلة تسدية كبيرة ثم تُلف على لوح التسدية الموجود على ظهر النول، ويقوم “المسدّي أو الملقي” بتثبيت خيوط السدى.

في ورشة أبو العز للصباغة بدمشق
في ورشة أبو العز للصباغة بدمشق | فلورانس أوليفري (CC-BY-NC-SA)
بكرات خيوط الحرير المصبوغة التي يمكن أن تكون بمثابة خيوط السدى أو خيوط اللحمة
بكرات خيوط الحرير المصبوغة التي يمكن أن تكون بمثابة خيوط السدى أو خيوط اللحمة | فلورانس أوليفري (CC-BY-NC-SA)

دمج الحداثة دون الذوبان فيها
كانت نقابات الحرفيين في دمشق تتولّى تنظيم العمل حتى بدايات القرن العشرين، وكانت هناك تقاليد أو ما يعرف بالدستور ينظم كل نقابة، ويشمل مراسم بدء ممارسة المهنة التي كانت منغلقة نسبيّاً تجاه العناصر الخارجية. غالباً ما كانت الحرفة تورَّث من جيلٍ إلى آخر. وبسبب تحجيم المنافسة ضمن الحرفة الواحدة، فإن هذا الشكل التنظيمي كان يميل إلى إعاقة الابتكار والركود في متابعة التقنيات. لقد دعم العيش المشترك لجميع أبناء الحرفة الواحدة في نفس الحي، روح التضامن فيما بينهم وقضى على التنافس، لذا فقد ظلت وسائل الإنتاج ثابتة بشكل يثير الدهشة لقرون عديدة.
في نهاية القرن الثامن عشر، ازدادت وتيرة الصناعة في أوروبا فأغرق الحرير الأوروبي الأسواق السورية وعرَّضها لهزة شديدة. لقد دعمت المنظمات التجارية والمالية القوية تجار مدينة ليون وشجعتهم على الغزل على “النمط الأوروبي”، وفي نفس الوقت قامت بثنيهم عن إنتاج الحرير المغزول على “الطراز العربي”. أدى هذا التوغل الثقافي والاقتصادي الأوروبي إلى التخلي جزئيّاً عن الملابس التقليدية الفضفاضة وعن بعض أنواع الأقمشة.

يتم وضع عينات من البروكار في بطاقات مثقوبة - وهو ابتكار قدمه جوزيف ماري جاكارد في أنواله الآلية
يتم وضع عينات من البروكار في بطاقات مثقوبة – وهو ابتكار قدمه جوزيف ماري جاكارد في أنواله الآلية | فلورانس أوليفري (CC-BY-NC-SA)
لفافات من أقمشة البروكار الحريرية الثمينة
لفافات من أقمشة البروكار الحريرية الثمينة | فلورانس أوليفري (CC-BY-NC-SA)

وكما يبيّن كتاب “قاموس الصناعات الشامية” الذي ألَّفته عائلة القاسمي، فإن المجتمع الدمشقي قد قاوم الضغوط الخارجية ودخول التقنيات الجديدة بأطرها الاجتماعية وقوانينها وثقافتها، غير أنه اكتسب عناصر الحداثة التي يمكنها إثراؤه دون الإخلال بتنظيماته الحيوية.
بفضل الطلب على “الحرير المنسوج على الطراز السوري”، حافظت هذه الحرفة على تقنيات النسيج التقليدية القديمة، وقد تسبب احتياجها للشرانق في حرمان تجارة الجملة لهذه الشرانق، مما أعاق توسّع النسيج على “النمط الأوروبي”، وظلت رابطة الحضارة والحاجة المتبادلة التي تربط الحرفيين والمستهلكين شاهداً على هوية ثقافية قوية. وفي عام 1947، كان في حلب ستة آلاف نول يدوي مقابل ألف وخمسمائة نولٍ آلي فقط، فرغم إدخال بعض التحديثات التقنية إلا أن طرق الإنتاج وطبيعة العلاقات ظلّت على طبيعتها التقليدية.
يرى دومينيك شوفالييه أن “الابتكار الاقتصادي الذي جاء من الخارج قد غُرس في وسط إنساني وثقافي محدّد بشكل واضح، وأدى بدوره إلى تقوية هذا الوسط بشكلٍ كبير رغم اهتزازه في البداية. فهناك أسس جديدة وتغييرات لا مناص من تجنبها، لكنها قابلت بشراً أدركوا أنهم لن يُبدعوا في المستقبل إلا انطلاقًا من إبداعهم في الماضي” (شوفالييه 1982, 157).

روابط من حرير
في حين عدم تذكر اليوم أي من العمال مراسم بداية المهنة النقابية، إلا أننا نلاحظ استمرار المبادئ الأساسية التي تربط حرفيي الصنعة الواحدة بعضهم ببعض، فحتى اليوم ينظر رفقاء الطريق هؤلاء بعضهم إلى بعض كإخوة حقيقيين، ويحظى المُعلم (كبير الصنعة) باحترام يساوي احترام الوالد. تبدأ فترة التعليم أحياناً مع نهاية مرحلة الطفولة، حيث يتعلم الوافد الجديد خلال السنوات الثلاث الأولى التفاصيل الدقيقة للمهنة، ويحصل خلال هذه الفترة على أجر متواضع، غير أن دخله يزداد تدريجيّاً حتى يصل في نهاية مسيرته إلى خمسة أضعاف.

يبيع معمل متيني للنسيج البروكار الخاص به ومنسوجات أخرى في حي باب توما بدمشق
يبيع معمل متيني للنسيج البروكار الخاص به ومنسوجات أخرى في حي باب توما بدمشق | فلورانس أوليفري (CC-BY-NC-SA)
الأقمشة الحريرية والروابط الاجتماعية في سوريا
يتم لف خصلات الخيوط على بكرات | فلورانس أوليفري (CC-BY-NC-SA)

إن مجال تخصّص كل شخص يُعَدّ جزءاً من كلِّ متكامل، فحرفيو الحرير يعملون معاً لنسج نفس القماش، تتجمّع حركاتهم وأعمالهم لتنتج تلاقي السدى واللُّحمَة. ويمثل قماش الحرير الرابطة والبنية الاجتماعية.

لقد منح الحرير جماعة النسّاجين هؤلاء أسماءهم، فما زالت ألقاب كثيرة تُذكِّر بمهنة أحد الأجداد الكبار من ناحية الأب الذي كان يعمل في صناعة النسيج. بينما كانت ثلث المعامل والمتاجر الدمشقية في القرن الثامن عشر مُرتبطة بصناعة النسيج، فلا تزال توجد ألقاب “نسيجية” حتى يومنا هذا، وهي تُظهِر مدى أهمية هذه الأعمال في حياة المدينة، ومن بين تلك الألقاب:

  • المُلقي (الذي كان يُدخِل الخيوط في الدرق)
  • المْسدّي (الذي يضع خيوط السدى) والفتّال
  • الغطّاس (الذي يغسل الخيوط)
  • الحلاّج (الذي يندف القطن)
  • الخيّاط والشاشاتي (تاجر الشاش)
  • المشّاط (الذي يقوم بتمشيط القماش)
  • المكوكجي (صانع المكوكات)
  • الحايك (الغزّال)
  • الصقّال (الذي يقوم بتلميع الحرير)
  • الطيّار (الخرَّاط)
  • العقّاد (صانع الحواشي)
  • الغزَّال والألاجاتي  (بائع الألاجا)
  • الشمّاع (صانع المشمع) 
  • العبَجي (صانع العباءات) 
  • القطَّان (تاجر القطن)
  • اللبابيدي (صانع اللباد)
  • القزّي (مُربي دودة القز) والطبّاع والصبّاغ 
  • الكبّابة (لفافة الحرير)
  • النويلاتي (النسَّاج اليدوي) والحريري (عامل الحرير).
السيد فايز زباق يتفقد البطاقات المثقوبة في مصنع للنسيج
المعلّم فايز زباق يتفقد البطاقات المثقوبة في مصنع للنسيج | فلورانس أوليفري (CC-BY-NC-SA)

صورة المقدمة: يقوم المسدي بتثبيت خيوط السدى على النول الميكانيكي | فلورانس أوليفري (CC-BY-NC-SA)


تأليف/نشر: فلورانس أوليفري: صبت فلورانس أوليفري اهتمامها في سوريا على تاريخ الطعام وتربية دودة القز. حاصلة على دكتوراه في العلوم الدينية من جامعة مونتريال، وتركز في أبحاثها حالياً على الأبعاد الباطنية للإسلام.

تأليف/ نشر هبة بزرة

عالمة آثار من سوريا. عملت لدى مشروع توثيق التراث السوري في سنوات 2018-2019

التعليق هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *