بقلم هبة بزرة

تشكل منطقة الجزيرة الجزء الشمالي من بلاد الرافدين بين نهري دجلة والفرات، وتشتمل في شمال شرق سوريا على السهول الفيضية لنهر الفرات ورافديه الرئيسيين البليخ والخابور. على عكس الطبيعية الغرينية لمنطقة جنوب الرافدين، تتميز الجزيرة باحتوائها على تلال تتخللها أودية نهرية. يشكل جبلا سنجار وعبد العزيز الفاصل الطبيعي بين شمال الجزيرة الخصب (الجزيرة العليا)، و جنوبها (الجزيرة السفلى) الشبه قاحل.
تسمح الأمطار التي يبلغ معدلها السنوي حوالي 300 مم (المناطق الأكثر قرباً من جبال طوروس) بممارسة الزراعة البعلية في الجزيرة العليا، و تتمثل بجميع أنواع الحبوب وخاصة القمح. بينما الأجزاء الجنوبية الشحيحة بالأمطار تعتمد على الزراعة المروية وخاصة زراعة القطن. إلى جانب الزراعة، يمثل الرعي عاملاً مهماً في حياة الجزيرة ويتكون القطيع من الأغنام والماعز والأبقار.



يشكل نهر الخابور العصب الرئيسي لمنطقة الجزيرة ويتألف حوضه من سهوب وسهول شاسعة تضم العديد من التلال الأثرية خاصة بالقرب من المجاري المائية، وهي تشهد على الاستيطان البشري للمنطقة منذ عصور ما قبل التاريخ.
يأخذ الجزء الشمالي من حوض الخابور شكلاً مثلثاً يسمى بـ “مثلث الخابور” أو “الخابور الأعلى” رأسه الجنوبي مدينة الحسكة، وتتوضع فيه مدن عديدة كرأس العين والقامشلي. تتدفق في هذه المنطقة مجموعة من الأودية النهرية التي تصب في الخابور، وعلى الرغم من جفافها صيفاً إلا أنها تعود للحياة في فصل الربيع بفضل أمطار الشتاء في المناطق الجبلية الشمالية كطور عابدين (سفوح جبال طوروس) الواقعة في تركيا.
أما حوض الخابور الأوسط فيتمد من مدينة الحسكة شمالاً حتى مدينة الشداداة جنوباً، ومن هنا حتى البصيرة حيث التقاء الخابور بالفرات، يمتد الحوض الأدنى.


جذب حوض الخابور منذ القرن 19 الرحالة وعلماء الآثار نظراً لغناه بالبقايا والتلال الأثرية، و كانت أولى الاكتشافات في عام 1850 عندما قام أوستن هنري لايارد ببعض التنقيبات في الخابور الأدنى. وفي عام 1893 وصف عالم الآثار ماكس فون أوبنهايم (انظر مقالة “سائق حمير ماكس فون أوبنهايم”) المواقع الأثرية الواقعة على ضفتي الخابور الأدنى خلال مروره السريع في هذه المنطقة.
توالت البعثات الاستشكافية منذ بداية القرن 20، وبدأت في 1907/1908 بمسوحات إرنست هرتسفيلد و فريدريش سار للعديد من تلال الجانب الغربي للنهر. أما المسوحات الشاملة الأولى وخاصة لمنطقة الخابور الأدنى وبعض المواقع جنوب الحسكة، فقد نفذها فريق أطلس توبينغن للشرق الأدنى بين عامي 1975 و 1977، حيث تم تحديد 55 موقعاً يعود معظمها لفترات مختلفة من عصور الشرق القديم وخاصة عصر البرونز (3000- 1200 ق.م) ومنها تل عجاجة وتل طابان وتل الشيخ حمد/دور كاتليمو. قامت بالتنقيب المنهجي في هذا الأخير بعثة ألمانية منذ عام 1978 تحت إدارة العالم هارتموت كونيه من جامعة برلين الحرة، وأسفرت الحفريات الأثرية عن اكتشاف 550 لوح مسماري و40 نص آرامي.



في عام 1983 قام فريق فرنسي بإدارة جان إيف مونشامبيرت بمسح منهجي لمنطقة الخابور الأوسط والأدنى، وذلك عقب النداء الدولي الذي أطلقته المديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا لإنقاذ المواقع الأثرية المعرضة لغمر مياه البحيرات التي ستتشكل خلف السدود الثلاث الواقعة قرب الحسكة. استطاع الفريق الفرنسي تحديد 58 موقعاً جديداً كتل أم قصير[1] وتل زيادة[2] وتل الرقاي الذي اشتركت بتنقيبه فيما بعد بعثة مشتركة هولندية أمريكية برئاسة غلين شفارتز وهانز كورفيرس.
دلت التنقيبات التي أجريت في بعض تلك المواقع على أنها تحتوي على سويات استيطان بشري أقدمه يعود لثقافة حلف وأحدثه لفترات إسلامية مروراً بعصر العبيد (5000-3800 ق.م) وعصر أوروك (3800-3100 ق.م) وعصر البرونز والفترات الكلاسيكية.
يصنف تل مشنقة في الخابور الأوسط ضمن أهم المواقع التي تم تنقيبها من قبل مونشامبيرت بين عامي 1985 و1986 ، ومن ثم استأنف فريق فرنسي آخر بقيادة دومينيك بيير عمليات التنقيب بين عامي 1992 و 2000. لحسن الحظ استطاع بيير خلال ثمان سنوات وقبل غرق الموقع بمياه بحيرة السد بإنجاز حفريات هامة في الموقع أثبتت أن تل مشنقة هو التل الوحيد – حتى يومنا هذا- في الخابور الأوسط الذي يشهد استمرارية للاستيطان البشري من الألف الخامس ق.م (عصر العبيد) وحتى الألف الثالث ق.م (عصر البرونز)، فضلاً عن فترات استيطانية أحدث تعود للعصر الروماني. إلا أن سويات الألف الرابع ق.م أو ما يسمى حضارة أوروك أثمرت عن أهم الاكتشافات في التل والمتمثلة بالعديد من المنازل ثلاثية الأجنحة والأفران فضلاً عن بناء ضخم مستدير يعتقد أن وظيفته كانت دفاعية.


استجابت العديد من بعثات التنقيب الأجنبية لنداء المديرية العامة للآثار والمتاحف، ومنها جامعة لافال في كندا التي بدأت بعمليات تنقيب إنقاذية لموقعي عتيج وجديدة في الخابور الأوسط الواقعين على طرفي النهر بشكل متقابل إلى الجنوب من الحسكة بحوالي 19 كم. بدأ رئيس البعثة الكندية ميشيل فورتان بالحفريات الأثرية المنهجية في ربيع عام 1986 واستمر التنقيب لعدة مواسم حتى عام 1993، أثمر في كلا الموقعين عن اكتشاف لقى و منشآت معمارية تعود لعصر البرونز القديم (النصف الأول من الألف 3 ق.م). تميز تل عتيج باحتوائه على نوع من المحطات التجارية كانت مجهزة بمستودعات لتخزين الحبوب.
إلى الجنوب من تل عتيج ببضعة كيلومترات يقع تل بديري الذي كان خلال العصر البرونزي القديم مركزاً مهماً في منطقة الخابور الأوسط بلغت مساحته حوالي 6 هكتارات. بدأت التنقيبات في الموقع عام 1985م، واستمرت حتى عام 1992م من قبل بعثة ألمانية بإدارة الباحث بيتر بفالسنار.
لم تقتصر عمليات التنقيب والمسح الأثري على حوض الخابور الأوسط والأدنى، إنما كان لبعثات أجنبية ووطنية دوراً كبيراً في دراسة مناطق شاسعة من حوض الخابور الأعلى أو مثلث الخابور الذي احتضن الكثير من المدن الهامة في تاريخ الشرق الأدنى القديم كمدينة ناغار/تل براك الواقعة على ضفاف وادي جغجغ. يتألف موقع براك من عدة تلال، الرئيسية منها تبلغ 43 هكتار. بدأت عمليات التنقيب فيه منذ ثلاثينيات القرن الماضي من قبل بعثة بريطانية بقيادة ماكس مالوان، وتابع التنقيب بعده العديد من علماء الآثار البريطانيين حتى عام 2011. يعتبر تل براك أحد أقدم المدن في العالم التي وصلت إلى النطاق الحضري بحلول أوائل الألفية الرابعة ق.م، واحتفظت بالأهمية السياسية والقوة الاقتصادية خلال معظم الألفية الثالثة قبل الميلاد . تشهد التلة الرئيسية في تل براك على الاستيطان البشري منذ بداية الألف السادس ق.م (عصر حلف) حتى أواخر الألفية الثانية ق.م أو نهاية العصر البرونزي المتأخر (العصر الآشوري الوسيط). مما لا شك فيه أن أشهر مباني الثقافة الأوروكية في براك هو معبد العيون، أما قصر نارام سين الملك الآكادي فيشكل أبرز مباني الألفية الثالثة ق.م.


![Tall Brak (Nagar), ruins of Naram-Sin Palace, 3rd millennuim BC. [Original photo name: naram sin palace2]](https://syrian-heritage.org/wp-content/uploads/2020/04/shap_import_44762.png)
بعد أكثر من 60 سنة من بداية التنقيبات في براك، توصل علماء الآثار إلى اكتشاف موقع جديد أثبتت بقاياه المعمارية والفخارية وجود مدينة تنافس براك من حيث التطور والتحضر في الألفية الرابعة ق.م. إنه تل حموكار الواقع عند الطرف الشرقي من الجزيرة العليا بالقرب من نهر دجلة. تمت دراسة الموقع منذ عام 1999 من قبل فريق من المعهد الشرقي بجامعة شيكاغو بالمشاركة مع فريق سوري. يتمثل ازدهار المدينة التي تعود لـ 3500 ق.م بتطور نظام عمراني ونظام اجتماعي محلي يقدم أفضل النماذج لمواقع شمال الرافدين في عصر أوروك.
على أحد الأودية النهرية في مثلث الخابور وهو وادي درعا، يقع تل شاغر بازار الذي بدأ تنقيبه ماكس مالوان بالمشاركة مع زوجته أجاثا كريستي بين عامي 1935 و 1937. استؤنفت الحفريات في الموقع عام 1999 من قبل المدرسة البريطانية للآثار بالتعاون مع آثاريين من جامعة لييج والمديرية العامة للآثار والمتاحف السورية. أسفرت التنقيبات على اكتشاف استيطان هام في الموقع يعود إلى عصر حلف (الألف 6 ق.م) من خلال اكتشاف الفخار الحلفي الملون وتماثيل صغيرة لنساء عاريات تمثل الخصوبة. توال استيطان الموقع بدون انقطاع تقريباً حتى مطلع الألف الثاني ق.م، ثم أعيد استيطانه في العصر البرونزي الوسيط (2004-1595 ق.م)، ليكون أحد أهم المدن التابعة للدولة الآشورية في القرن 18 ق.م. اكتشف في سويات هذه الفترة بناء هام ربما كان قصراً ووجد فيه أرشيف كتابي يتألف من عدد كبير من الألواح الطينية المكتوبة بالخط المسماري (أكثر من 300 لوح). هجر الموقع نهائياً في منتصف الألف الثاني ق.م.


بالقرب من تل براك يقع تل بيدر (مدينة نابادا القديمة) على ضفاف وادي عويج. تدل الوثائق المكتشفة المكتوبة بأن نابادا كانت في عام 2452 ق.م بلدة رئيسية تابعة لممكلة ناغار في تل براك. يعود الاستيطان الرئيسي في تل بيدر للألفية الثالثة ق.م ونظراً لأهميته فقد نفذت بعثة أوروبية سورية مشتركة 16 موسماً للتنقيب فيه بين عامي 1992 و 2010. تعكس طبوغرافية الموقع مدينة دائرية كبيرة القطر تحيط بها تحصينات دفاعية فيها سبعة أبواب، وكان قد أعيد استيطانه جزئياً خلال العصر الهيلينستي.


في نهاية السبعينيات من القرن الماضي قامت بعثة هولندية تحت إشراف ديديريك ماير بمسح منطقة كبيرة من مثلث الخابور أسفرت عن جمع معلومات من مواقع تعود لعصور عديدة ابتداء من العصر الحجري الحديث وحتى العصر الإسلامي. في نفس الوقت تقريباً عملت بعثة من جامعة يال مسوحات وأسبار في منطقة تل ليلان أسفرت عن مكتشفات تعود لأهم فترات الشرق الأدنى القديم بما فيها عصر العبيد وأوروك وعصر البرونز.
كان لعلماء آثار روس دوراً مهماً في تنقيب أحد مواقع مثلث الخابور، وهو تل خزنة الواقع على بعد حوالي 25 كم شمال مدينة الحسكة على الضفة اليسرى لوادي خنزير. منذ عام 1988 وحتى 2000 قام الفريق الروسي بإدارة راوف مونشاييف بإجراء تنقيبات أظهرت استيطاناً للموقع يتمثل بمنشآت معمارية مميزة وفخاريات تمتد من الفترة الانتقالية بين عصري العبيد الأخير وبداية عصر أوروك (الألفية الرابعة ق.م) حتى الألف الثالث ق.م.
استمرت العمليات الاستكشافية في حوض الخابور الأعلى بين عامي 1989 و 1991 من قبل بعثة فرنسية بإدارة بيرتيل ليونيت، وكان هدفها تسليط الضوء على التطور الجيولوجي الأثري في هذه المنطقة في الألفية الثانية ق.م، إلا أن غنى المنطقة بالآثار العائدة لفترات تاريخية مختلفة شجع البعثة على محاولة إعادة بناء تاريخ المواقع وكذلك التغيرات البيئية في المنطقة. شملت أعمال مسح ليونيت 64 موقعاً، منها بعض المواقع التي تعود للعصر الحجري الحديث ماقبل الفخار والفخاري (8300- 5600 ق.م) كتل فخرية وتل سكر الأحيمر. كما استطاعت ليونيت جمع كميات من الفخار الحلفي (5600-5000 ق.م) الملون من 40 موقعاً.
تضيف عمليات مسح ليونيت في المواقع الحلفية دليلاً قوياً على أن الخابور الأعلى كان منطقة مكتظة بالسكان في فترة حلف ومن المحتمل أن المنطقة لعبت دوراً مركزياً في العالم الحلفي. في فترة سابقة لأعمال ليونيت قامت بعثة يابانية في عام 1985 باكتشافات مهمة في تل كشكشوك تعود للثقافة الحلفية. إلا أن الموقع النموذجي الذي أخذت هذه الثقافة اسمها منه هو تل حلف الواقع على ضفة الخابور بالقرب من الحدود السورية التركية. تم اكتشاف الموقع في عام 1893 من قبل الدبلوماسي وعالم الآثار الألماني ماكس فون أوبنهايم، ومن ثم بدأ في عام 1911 بعدة حفريات أسفرت عن مكتشفات تشير إلى أن الموقع استوطن منذ الألف السادس ق.م دون انقطاع وأصبح مستوطنة مزدهرة في الألف الخامس. ثم هجر الموقع لفترة طويلة حتى مطلع الألف الأول ق.م، حيث أسس الآراميون عليه مملكة غوزانا التي عايشت انهيار الأمبراطورية الأشورية واستمرت مأهولة حتى الفترة الرومانية -البارثية.



إلى جانب المواقع الأثرية المذكورة أعلاه، ينتشر الكثير من المواقع الرئيسية في حوض الخابور الأعلى تشهد على أهمية عظمى لتلك المنطقة في تاريخ الشرق القديم كتل بري الذي بُدء التنقيب فيه عام 1980 على يد بعثة أثرية إيطالية سورية مشتركة بإدارة البروفسور ايميليو بيكوريلا، وكذلك تل عربيد الذي كشفت سوياته الأثرية عن مكتشفات مهمة تعود للألف الثالث ق.م تحت إدراة بعثة بولونية سورية مشتركة بإدراة بيوتر بيلينسكي.
مدينة أوركيش القديمة (تل موزان) إحدى المدن التي شاركت منذ فجر التاريخ (الألف الرابع ق.م) حتى الجزء الأخير من الألف الثاني في التطور السياسي الشامل لشمال بلاد الرافدين. وكان أوج تطور المدينة في العصر الأكادي (الألف 3 ق.م) التي كشفت التنقيبات في سوياته الكثير من المباني، يشكل أهمها معبد كوماربي (2400 ق.م) والقصر الملكي القديم (2300 ق.م). يذكر بأن تل موزان قد بدء بتنقيبه عام 1984 من قبل بعثة أميركية-سورية مشتركة برئاسة جورجيو بوتشيلاتي. بادرت هذه البعثة بإنشاء حديقة أثرية بيئية ومشروعاً لمنتجات الحرف اليدوية التقليدية التي تصنعها النساء في قرى المنطقة.
إن الأبحاث الأثرية الميدانية والاكتشافات الهامة في الجزيرة السورية التي أجريت على مدى أكثر من قرن من الزمن أثبتت أن هذه المنطقة من شمال بلاد الرافدين كانت على غرار جنوب الرافدين مسرحاً للتطور الثقافي والاجتماعي والسياسي منذ نهاية الألف الخامس ق.م، ومهداً لأولى المراكز الحضارية الشمالية.
رغم توثيق معظم مواقع حوض الخابور والتنقيبات الإنقاذية في بعضها التي جلبت قدرًا هائلاً من المعرفة، إلا أن عدداً كبيراً منها غُمر كلياً بمياه البحيرات الثلاثة التي تشكلت خلف سدود “مشروع ري حوض الخابور الكبير” : سد الحسكة الغربي وسد الحسكة الشرقي وسد الخابور الغربي. أسفرت عمليات الإنقاذ لبعض المواقع عن كشف معلومات قيمة عن تاريخ المنطقة قبل غرقها كلياً كتل مشنقة وتل زيادة وتل كنيديج وتل طابان وتل بديري، ولكن للأسف هنالك عدد من المواقع غُمرت بالماء قبل أن تصل يد المنقبين إليها وغرق معها تاريخها الذي لا نعرف منه سوى بعض المعلومات التي حصلنا عليها من المسوحات الأثرية. رغم الخسارة الكبيرة إلا أن غنى الجزيرة بالتلال والبقايا الأثرية يدعو للتفاؤل فهنالك مازال يوجد العديد من المواقع التي تنتظر معاول المنقبين علها تزودنا بمعلومات وكنوز جديدة عن حضارات وثقافات الشرق الأدنى القديم.



صورة المقدمة: تل بيدر، المعبد ب – جدار مزخرف ودكة منخفضة في الفضاء المركزي، 2010 | هبه بزرة (CC-BY-NC-ND)
[1] بدأ التنقيب المنهجي في تل أم قصير (25 كم جنوب الحسكة) في عام 1986 من قبل بعثة أمريكية تحت إشراف فرانك هول من جامعة يال.
[2] يقع التل على الضفة اليمنى لنهر الخابور على بعد حوالي 14 كم جنوب شرق الحسكة. تم التنقيب لأول مرة في الموقع بين عامي 1988 و 1990 تحت إدارة جورجيو بوتشيلاتي من جامعة كاليفورنيا، ثم في عامي 1996 و 1997 استأنفت جامعة يال أعمال التنقيب بقيادة فرانك هول.