1. التنوع الثقافي في سوريا
  2. أصوات من الموسيقى السورية
  3. الموسيقى الشعبية
  4. الموسيقى والمجتمع في سوريا
  5. موسيقى الجاز في سوريا
  6. الموسيقى الدينية
  7. صوت دير الزور
  8. الموشحات: ذكرى من دمشق

بقلم البروفيسور حسان عباس

الاختلافات الثقافية العديدة التي تميّز المجتمع السوري، تترك أثراً عميقا في التعبيرات الثقافية كافة، ومنها الموسيقى. أضف إلى ذلك أن الحدود السياسية التي وُضعت للبلاد في القرن العشرين، لا تتطابق مع التوزع الإتنوغرافي للمكونات الاجتماعية كالقبائل والعشائر، مما يؤدي إلى تداخل كبير بين التعبيرات الموسيقية الجهوية داخل سوريا وفي البلاد المجاورة وهذا ما يزيد من التنوع في أشكال الغناء الشعبي إلى حد كبير.

الموسيقى الشعبية

قوالب الغناء الشعبي

العـَـــتابا

العتابا فن يتألف من بيت شعري واحد يؤدّى قولاً وغناء ويؤلف وحدة أدبية متكاملة منتهية من حيث الحدث، ويرسم صورة كاملة أو قصة أو خبراً، أو فكرة فلسفية، وكل هذا ضمن مساحة محدودة، هي أربعة أشطر شعرية. يؤدي العتابا، بشكل إفرادي، مغنٍّ عازف على آلة الربابة أو العود أو الكمان، ثم الأورغ الكهربائي الذي صار استخدامه يشكل خطراً حقيقياً على كل الآلات الموسيقية الأصيلة.

الميــجانا

ينتشر هذا النوع من الموسيقى التقليدية في منطقة شرق المتوسط. وأهم ما يميز الميجانا وجود بيت مستقل يأتي قبل الموال الأول ويسمى (المطلع أو الكسرة) يحتوي على كلمة يا ميجانا ثلاث مرات: “يا ميجانا ويا ميجانا ويا ميجانا”.

النايل

ينتمي فن النايل إلى فنون غناء المنطقة الشرقية (الفراتية). وغالباً ما يستخدم للتعبير عن العواطف الحزينة والكوارث، حتى عندما يغنى مصحوباً بالإيقاع، وبلحن سريع نسبياً.

تبدو بنية النايل وكأنها مشتقة من الموال، فهو يأخذ بنية الشطرين الأولين من البنية الرباعية الأساسية للموال، لكنه يفترق عنه بلحنه البطيء الحزين.


الزجل

الزجل في أصله فن من فنون الشعر، ينتشر من أسبانيا إلى شرق المتوسط. ويستخدم اللهجات والأوزان الشعرية المعروفة في مناطق إبداعه. تعني كلمة زجل “رفع الصوت طرباً، ولذا فهي مرتبطة دلالياً باستخدامها الجمعي، والشعبي. فالزجل يفترض الإسماع، أي وجود أشخاص أمام الزجالين الذين يقولون هذا الشعر. وهذا الشكل الجماعي لأداء الزجل هو الشكل السائد اليوم، حتى غدا اسمه مرادفاً لحلقات التنافس بين الزجّالين في المناسبات الاجتماعية.

في العقود الأخيرة، تراجع فن الزجل تراجعاً مثيراً في عموم مناطق انتشاره السورية، في حين تطوّر جداً في لبنان حتى أن الزجالين السوريين الكبار كانوا ينتقلون إلى العيش في لبنان لتتسنى لهم ممارسة إبداعهم في هذا الفن. ويمكننا تفسير تراجع هذا النوع من الأشكال الموسيقية في سوريا بسببين رئيسيين:

  • فن الزجل لا يستخدم اللغة العربية الفصحى وإنما يعتمد بشكل حصري على اللهجات المحلية. وهذا ما لا ينسجم مع الإيديولوجية القومية العربية السائدة
  • المناظرات الزجلية تحتاج إلى هامش واسع من حرية التجمع وحرية التعبير وهذا ما يفتقده الفضاء العام السوري.

البنية الأساسية للموال ثابتة ومميزة، فهو وحدة رباعية تتألف منوقد انحسر شيوع الموال السبعاوي خلال العقود الأخيرة، وتراجع حضوره في الموسيقى التقليدية السورية في شتى أرجاء البلاد، مقابل هيمنة الموال الملتزم بالوحدة الرباعية (الرباعي) يُغنّى الموال السوري بصوت فردي مستقلاً عن أي لحن، أو مصحوباً بتقاسيم على آلة وترية واحدة أو آلات مختلفة، مثل الربابة والعود والكمان، أو نفخية مثل الناي بمختلف تسمياته (الناي، المجوز، الماصول، المنجيرة…) يجري العزف عليها بالتناوب، وبشكل مرتجل. أو نراه يأتي في بداية أغنية أو في ختامها مصحوباً بنوعين من النداءات: نداءات تمهيدية تأتي على صوت: أوف، أوف، أوف، تعبيرا عن الأسى واللوعة؛ أو (يا يا با)، أو (يا ياب) والتي تعني (يا أبي!)، أو على صوت الليالي: يا ليلي يا ليل، أو ياعيني يا عين، ونداءات ختامية على صوت: أوف، أوف، أيضا، أو صوت (ماماي ماماي)، أي (يا أمي!)، أو كلمات أخرى مثل (حبيبي)، خلّتي… أو كما يمكن أن نراه مُلحَناً على لحن ثابت مشكلا قوالب غنائية مستقرّة مثل في العتابا والميجانا، إلخ. وبشكل عام صار الموال مقطعاً أساسياً في كل أشكال الغناء السوري.

المَـــــــوّال

يمثّل الموال الركن الأساسي للأغنية التقليدية الشعبية في منطقة شرق المتوسط. وهو قالب واسع الانتشار، ومتعدد الأشكال والتسميات حسب المنطقة التي تستعمله، أو حسب العاطفة التي ينقلها، فنجد الموال الديني والموال السياسي والموال الاجتماعي.

أربع شطرات، تظهر الثلاث الأولى منها جناساًHomonymie ، أي تتشابه قوافيها في اللفظ وتختلف في المعنى، على الشكل: [aaa-b] . إلا أن سوريا قد تخصصت، وبشكل أكثر تحديداً المناطق الشمالية والوسطى والبادية السورية، بالموال ذي السبع شطرات، أو “خانات”، الذي كان يعرف باسم البغدادي فصار اسمه السوري، أو السبعاوي، أو الزهيري، أو الشرقاوي.


السويحلي

ينتشر غناء السويحلي في شرق سوريا ووسطها، منطقة الفرات تحديداً. وهو قريب من النايل من حيث موضوعات أشعاره التي غالبا ما تدور حول عذابات الحب ومكابدات العشّاق ويلجأ إليه المغنون لتعديل المزاج وكسر المشاعر الثقيلة التي يتركها غناء العتابا والنايل.

الدلعونا

تنتشر الدلعونا في الأراضي السورية كافة، وخاصة في المناطق الغربية والجنوبية. وهو من الغناء المصاحب للرقصة الجماعية (الدبكة) المعروفة في عموم شرق المتوسط لأن لحنه خفيف ويمكن للراقصين التعامل معه كل حسب مقدرته وحسب خبرته. يرافق غناء الدلعونا عزف على الآلات النفخية التقليدية والطبل الكبير الذي يضبط الإيقاع الناظم لتنقّل خطوات الراقصين.

الروزانا

فن قريب من الدلعونا، وهو قوي الحضور في المناطق التي تكون الدلعونا فيها قوية لكنه لا يضاهيها في الانتشار. تغلب على أغنية الروزانا عواطف الحزن، والحب، والغزل، وهي تدخل في سجل الأغاني المطلوبة في الحفلات الجماعية لكنها تُهمَل عند بدء الدبكة ودخول الطبل إلى الساحة.

يا حنيّنا

يأتي اسم هذا القالب من الكلمة الأولى في الأغنية، وأساس مطلعها، ومحدّدة قافيتها، وهي تصغير وتدليل لكلمة (حنونة) وتُستعمل غالباً للإشارة إلى الأم. ولا يُعرف ما هو أصل الحنيّنا. وغالباً ما تكون كلمات هذه الأغنية معبّرة عن الحب والإلفة، والعتاب الرقيق.


الزلغوطة – الزغرودة

هي بيتان من الشعر، بأربعة أشطار موحّدة القافية تطلقها النساء، وفي بعض المناطق النساء المتزوجات حصراً، ويردن من خلالها التعبير علناً، وبقليل من الكلمات، عن موقفٍ (شكر، مباركة، ترحيب…)، أو عاطفةٍ (غزل، فخر، هجاء..). تطلق النساء الزلغوطة مبتدئات بألفاظ استهلالية تختلف من منطقة إلى أخرى، وهي: “آويها، آها، آهي، أييها” تقصد إلى تنبيه المستمعين لكي ينصتوا، وتختتمنها بزغردة “لي لي لي ليش”، أو “لو لو لو ..لي”، الناتجة عن إطلاق صوت حاد مرتفع مع ضرب متواتر سريع للّسان بسقف الحلق. تختلف أسماء الزلغوطة باختلاف المناطق، فهي تعرف أيضاً باسم الزغرودة والهنهونة والمهاهاة.

الغناء الجزراوي

تعود نسبة الجزراوي إلى منطقة “الجزيرة” السورية، وهي المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد. تتميز هذه المنطقة، إضافة إلى غناها الطبيعي، بغناها الثقافي حيث يسكنها مواطنون عرب وأكراد وسريان وأرمن وإيزيديين وتركمان (أما اليهود، فقد هاجروا، ولم يبق أحد منهم فيها). ونتيجة لهذا الغنى، تنوّع التراث الموسيقى في المنطقة، وتداخل في عملية تثاقف مدهشة أدت إلى نشوء موسيقى ابتعدت عن تعريفها باسم الثقافة التي جاءت منها لتتعرّف باسم المنطقة.

وتتمظهر عملية التثاقف الموسيقي هذه في وجود العديد من الأغاني التقليدية التي تغنّى بلغات مختلفة، والتي يتنافس المواطنون في نسبها إلى ثقافتهم الخاصة، لكنهم يتوافقون على أنها أصبحت من التراث الجزراوي.


أبو الزِلُف وموليا

يشبه بناء أغنية أبو الزلف بناء كل من الروزانا ويا حنيّنا، لكنه مرن قابل للتلوين والتغيير حسب المنطقة التي يغَنّى بها ولهجتها.

الهويدلى

نمط من الغناء الجماعي الذي يرافق رقص الدبكة بسرعات متفاوتة. وينتشر بشكل واسع في المناطق الغربية والجنوبية والوسطى في سوريا.

عَ اللالا ولالا ولالا

من أكثر الأغاني التقليدية انتشاراً في منطقة شرق المتوسط وهي مرافقة عادة للحفلات الاجتماعية ولرقصات الدبكة المعروفة محلياً.

الهوليّة

فن غنائي تقليدي خاص بالمنطقة الجنوبية وتحديداً سهل حوران وجبل العرب. وهو جزء لا يتجزأ من أفراح المنطقة وله دبكة خاصة تسمى باسمه أو باسم (حبل مودع). وأغاني الهولية خفيفة وبسيطة الكلمات، وبنيتها غير ثابتة.

الفرّاقيات

إذا كانت الزغرودة والزلغوطة للفرح والسرور بشكل عام فإن الفرّاقيات للمأتم والحزن والحنين. ويأتي اسم الفراقية من “الفراق” وهو انفصال الأحبة وابتعادهم الواحد عن الآخر. توجد في بعض المناطق سيدات متخصصات في هذا الفن يعملن في بيوت الموتى للمبالغة في التعبير عن الحزن.

السحجة أو الدحّة

أغنية ورقصة جنوبية، من أصل بدوي، تنتشر بشكل واسع في الأردن وفلسطين وحتى شمال الجزيرة العربية. تأتي تسمية السحجة من طريقة التصفيق أثناء الغناء، فهو ليس تصفيقاً بضرب الراحتين ببعضهما فحسب، وإنما بالسحج، أي بمرافقة الضرب بحف الراحتين واحدة فوق الأخرى. وتتميز هذه الأغنية بإيقاعها الثابت، الذي ينظّم حركة المشاركين في رقصة “الدحية” الجماعية الخاصة بها.

الجوفية

الجوفية، مثل الهولية، فن غنائي تقليدي خاص بالجنوب. وله، مثله، دبكة خاصة. أغاني الجوفية حماسية، وغالبا ما تكون موضوعاتها عن قيم الفخر مثل الكرامة والقوة والتحدّي وغيرها ويقال إن تسمية الجوفية تعود إلى منطقة الجوف في الجزيرة العربية التي جاءت هذه الدبكة منها مع القوافل التجارية التي كانت تسير بين الجزيرة العربية وحوران.

الحُداء

الحداء في الأصل هو الغناء المتمهّل لسوق الإبل. تُسمّى المقطوعة الواحدة من الحداء باسم “الحدوة” أو “الحديوية”، وقد تكون قصيرة أو طويلة. وهي منتشرة في الأعراس والمناسبات الاجتماعية، فيغنيها الموكب الذي يصاحب العروس إلى بيتها الجديد.


الموسيقى الشعبية

الموسيقى المرتبطة بالحياة الاجتماعية

إضافة إلى التنوع في أشكال الغناء الشعبي نجد تنوعا كبيرا مرتبطا بنشاطات الحياة الاجتماعية ومناسباتها، وربما لا نجد مناسبة اجتماعية لا تقترن بأغنية أو بأداء موسيقي خاص بها. وهناك صنفان أساسيان لهذا النوع من الموسيقى: أغاني المناسبات الاجتماعية، وأغاني العمل.

| أغاني المناسبات الاجتماعية |

تمثل المناسبات الاجتماعية الفرصة التي تلتقي فيها الجماعة للتشارك في التعبير الموافق للمناسبة. وقد تكون مناسبة أفراح مثل العرس أو العودة من الحج، إلخ. أو مناسبة أحزان مثل الموت، أو مناسبة طقسية مثل الجفاف وطلب المطر، أو مجرد لعبة جماعية يلعبها الأطفال.وسواء تشابهت الطقوس والعادات المقامة في المناطق المختلفة أو اختلفت، يبقى ثمّة عناصر ثابتة في بنيتها وطريقة أدائها لا يمكن لها أن تغيب عنها، ومنها المواكبة الموسيقية وممارسة الرقص الجماعي أو الفردي. ومن الأشكال الموسيقية التقليدية المواكبة للمناسبات الاجتماعية في سوريا نجد:

أغاني الأعراس

لا تزال احتفالات الأعراس في كثير من المناطق السورية تحترم الطقوس التقليدية، وتلتزم بما يرافق هذه الطقوس من أغانٍ خاصة بكل مرحلة من مراحل العرس: تحضير العروس، حمّام العروس، انتقال العروس إلى بيت أهل العريس، خروج العريس من الحمام الذي يترافق بمواكبة حاشدة يتقدمها شبّان يقدمون “العراضة”، تلبيس الهدايا للعروس.

أغاني ألعاب الأطفال

المجتمع السوري شاب تتجاوز نسبة الأطفال فيه، ممن هم دون 15 سنة من العمر، ثلث المجتمع. هذا العدد الكبير من الأطفال يحتم تواجدهم بشكل جماعي، بخلاف المجتمعات ذات الهرم السكاني المقلوب حيث نسبة الأطفال قليلة، وفرص التجمع قليلة.هذا الواقع الاجتماعي الصاخب يوفّر أرضاً خصبة لازدهار الألعاب الجماعية، ليس في البيوت حيث عدد الأخوة كبير فحسب، بل في الحارات والشوارع التي تصبح هي عالم الأطفال في ظل غياب المرافق المناسبة لتجمعهم ولعبهم.بعض الألعاب الجماعية متخصص بالطفلات يلعبنها ويغنين أغانيها داخل البيوت، ولكن أغلب الألعاب منفتح على الأطفال من الجنسين، ويغنيها الأطفال بدون تمييز، وخاصة في الأرياف حيث القواعد الدينية الناظمة للسلوك الاجتماعي أقل صرامة منها في المدينة. وكذلك في الأعياد التي يختلط فيها الأطفال في الفضاءات المجهزة لاستقبالهم لتمضية طرف من العيد وهناك العديد من الألعاب المنتشرة في كل المناطق والمتضمنة لأغان واحدة مع بعض التبديلات المتناسبة مع الثقافات الجهوية المهيمنة.

أغانٍ لمناسبات خاصة

نجد في مناطق مختلفة عددا من الأغاني التي ترتبط بمناسبة خاصة بالمنطقة، أو بمناطق محددة. مثل زيارة الحلاق في القرى النائية، ووقفة العيد، والعراضة وهي شكل من أشكال عروض الشارع، تجري عادة في الفضاء العام وتلتزم ببنية غنائية وحركية ثابتة، غير أن كلماتها تتغير بتغير المدينة التي تقام فيها أو بتغيّر المناسبة التي تقام العراضة من أجلها.

أناشيد الاستسقاء

الاقتصاد السوري زراعي بالدرجة الأولى. والقسم الأكبر من الأراضي الزراعية أراض بعلية تعتمد بشكل رئيس على المطر. فإذا احتبس المطر أو تأخر هطوله يقوم الفلاحون بطقوس الاستسقاء وهي طقوس دينية-اجتماعية تقام فيها صلوات خاصة وتُنشد الأناشيد التي تتضرع إلى السماء لتتكرم بالماء.


| الموسيقى المرتبطة بالعمل |

سوريا بلد زراعي، وما من عمل شاق تفترضه أنواع المحاصيل الزراعية التي تنتجها الأرض السورية إلا ونجد له نمطاً مناسباً من الأغاني يرافقه، وخاصة القمح والقطن والزيتون.

قطاف الزيتون

يبدأ القطاف في الخريف ويحتاج إلى عدد كبير من العمال الموسميين. ويصاحب هذه العملية نوعان من النشاط الموسيقي:

  1. زيارة الطبّال: يقوم عازف طبل يرافقه مغن بزيارة الحقول. فيغنيان لصاحب الحقل وعائلته، وإذا كان الوقت يسمح بذلك، يتحول قدوم الطبال إلى حفلة راقصة يشارك فيها العمال المشاركون في القطاف.
  2. الغناء المشترك: حيث يقوم رجل، أو امرأة، أقوياء الصوت، أو تقوم مجموعة من المشاركين في القطاف بالغناء. وقد كانت هناك أغانٍ خاصة لهذا النشاط الاجتماعي الموسمي، لكنها اندثرت الآن ولم يبق إلا الأغاني المبنية على قوالب شعبية مثل الدلعونا والميجانا والموليا.

حصاد القمح

يتوزع العاملون في حصاد القمح في مجموعات صغيرة يرافقها الغناء على قالب “الحُداء”. يقوم شخص قوي الصوت (الحادي) ويكون عادة أكبر الحصّادين سناً، بقيادة الغناء وضبط الإيقاع. ولكل مرحلة من مراحل الحصاد أغانيها فهناك إضافة إلى أغاني الحصاد، أغاني خاصة بتحميل الغلال، وبدرس القمح (فصل الحب عن التين)، وبالتذرية، إلخ.

قطاف القطن

يحتاج قطاف القطن إلى الكثير من العمال، ويتحول القطاف إلى مناسبة اجتماعية سنوية يلتقي فيها أناس قادمون من أماكن مختلفة. هذا الجو يسمح بإقامة علاقات مختلفة عن العلاقات التقليدية. وهناك العديد من الأغاني التي تشير إلى هذه العلاقات ويقوم العمال بتردادها أثناء قيامهم بعملهم.

أكمل القراءة مع موسيقى الجاز في سوريا

الصورة الرئيسية: دبكة فلسطينية – المصدر: CC BY-SA 4.0 – Sarah Canbel – عن طريق ويكي كومنز 


البروفيسور حسان عباس عمل مديراً لبرنامج “الثقافة كمقاومة” في معهد الأصفري للمجتمع المدني والمواطنة ، الجامعة الأمريكية في بيروت. وهو باحث رائد وخبير في الثقافة السورية ، والموسيقى التقليدية السورية على وجه الخصوص. في كتابه “الموسيقى التقليدية في سوريا” ، استخلص الدكتور حسن عباس معرفته لسنواتٍ من البحث المكثف حول التراث الموسيقي في سوريا. كتابه متوفر هنا باللغة العربية.

بعد صراع طويل مع المرض، رحل البروفيسور حسان عباس عن هذا العالم في آذار 2021. إن فريق عمل مشروع خارطة التراث السوري التفاعلية سيبقى دائم الامتنان للفرصة المميزة بالنهل من العقل المبدع للدكتور عباس التي أتاحها لنا العمل معه لإنتاج هذه المقالات.

التعليق هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *