تم بناء مجمّع الخسروية كجامع ومدرسة وتكية (نزل للمسافرين)، ومنذ ما يقرب 500 سنة كان يهيمن على الفراغ العام الذي يواجه بوابة القلعة، حتى تم تدميره عام 2014.
تاريخ إتمام بناء الجامع (953 هجري / 1546-47 ميلادي) واسم كل من السلطان سليمان الأول (1520-1566) وخسرو باشا، الوزير الرابع والوالي السابق لحلب (1532-1534) حُفظت منقوشة فوق مدخل الجامع.
يشار إلى مجمع الخسروية باحترام كبير كواحد من المشاريع الكبرى الأولى لـ (سنان باشا)، كبير المهندسين المعماريين للإمبراطورية في اسطنبول في ذلك الوقت. ويبدو أنه قد تم تنفيذ تصميمه في الموقع من خلال مهندس معماري غير معروف، ويمكن أن يكون قد تم ذلك من قِبَل حرفيين محليين.
كانت الخسروية، أول مبنى عثماني في حلب. و كانت رمز للتحول من النمط المملوكي إلى النمط العثماني، المرتكز على بناء مسجد قائم بذاته، مع قبة ضخمة مركزية نصف كروية، ومئذنة متعددة الأضلاع على شكل قلم رصاص. على جانبي قاعة الصلاة كانت غرفة صغيرة ذات قبة (تذكر “بغرفة الضيوف” في المساجد العثمانية الأولى) ورواق مسقوف بخمس قباب مرفوعة على أقواس عرضية أمام واجهة المدخل.
في الأصل، تتوضع المدرسة جنوب غرب، والتكية مع المطبخ العام (عمارة) في الجزء الجنوبي الشرقي من المجمع. ولأول مرة في حلب، كان هناك مجمع يضم عدة مبان ذات وظائف مختلفة: في تاريخ العمارة العثمانية، يشار إليها باسم الكليّة “külliye “. وكانت العناصر العثمانية التي تم إدخالها حديثا هي القبة الرئيسية مع دعاماتها الخارجية وألواح القيشاني الملونة على نجفات النوافذ.على أية حال، بقيت بعض عناصر التصميم متجذرة في التقاليد المحلية للبناء.
وقد تم ترميم المجمع وتعديله عدة مرات، بعد الزلزال الهائل الذي وقع عام (1237 هجري / 1822 ميلادي) وفي عام (1340 هجري / 1921 ميلادي) أعيد افتتاح المجمع كمدرسة ومسجد، ولكن من دون إعادة تأسيس التكية. ومع ذلك فقد حافظت بنية المسجد على تصميمها الأصلي.
اعتبر مجمع خسروية، بداية تحول النمط المعماري والفني للمدينة ليصبح عثمانياً واستمر ذلك مع مجمعي العادلية والبهرمية خلال العقود التالية من القرن السادس عشر.